صحيفة بوليتكو ربطت إصرار نتنياهو على عملية رفح بمنع أي محاولات لانهيار حكومته الظهيرة
تحليل مقال بوليتكو: إصرار نتنياهو على رفح بين الحسابات السياسية والبقاء في السلطة
يثير فيديو اليوتيوب المعنون صحيفة بوليتكو ربطت إصرار نتنياهو على عملية رفح بمنع أي محاولات لانهيار حكومته الظهيرة والذي يمكن الوصول إليه عبر الرابط https://www.youtube.com/watch?v=sCXMcci4Aps، تساؤلات مهمة حول الدوافع الكامنة وراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية في رفح، المدينة المكتظة بالنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة. الفيديو، بالاستناد إلى مقال نشرته صحيفة بوليتكو الأمريكية، يربط بشكل مباشر بين هذا الإصرار وحسابات نتنياهو السياسية الداخلية، وتحديدًا محاولاته المستميتة للحفاظ على ائتلافه الحكومي الهش وتجنب أي سيناريو قد يؤدي إلى سقوطه.
إن تحليل هذا الربط يتطلب فهمًا معمقًا للسياق السياسي الإسرائيلي المعقد، وللطبيعة الشخصية لبنيامين نتنياهو كلاعب سياسي مخضرم. لطالما اشتهر نتنياهو بقدرته الفائقة على المناورة السياسية، وعلى استغلال الأحداث والمتغيرات لخدمة مصالحه الشخصية والبقاء في السلطة. وبالتالي، فإن النظر إلى قراراته، بما في ذلك المتعلقة بالقضايا الأمنية والعسكرية الحساسة مثل عملية رفح، من زاوية سياسية بحتة ليس بالأمر المستغرب، بل هو نهج ضروري لفهم دوافعه الحقيقية.
السياق السياسي الإسرائيلي المعقد:
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من عدم الاستقرار والتنافس الشديدين منذ سنوات. فشل العديد من الانتخابات المتتالية في تشكيل حكومة مستقرة، مما أدى إلى دورات انتخابية متكررة. وحتى عندما يتم تشكيل حكومة، فإنها غالبًا ما تكون ائتلافية هشة، تعتمد على دعم أحزاب صغيرة ومتنافرة، مما يجعلها عرضة للانهيار في أي لحظة. حكومة نتنياهو الحالية ليست استثناءً، فهي تضم أحزابًا يمينية متطرفة وأحزابًا دينية متشددة، لكل منها أجندتها الخاصة ومصالحها المختلفة. هذا التنوع والاختلاف يضع ضغوطًا هائلة على نتنياهو، ويجعله في حالة دائمة من التأهب للدفاع عن ائتلافه ومنع أي محاولة للانقلاب عليه من الداخل.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه نتنياهو تحديات قانونية وسياسية كبيرة، بما في ذلك محاكمته بتهم الفساد. هذه المحاكمة تزيد من الضغوط عليه وتجعله أكثر عرضة للانتقادات والاستقالات من داخل حكومته وخارجها. وبالتالي، فإن بقائه في السلطة يصبح أولوية قصوى بالنسبة له، ليس فقط لحماية مصالحه الشخصية، بل أيضًا لضمان قدرته على التأثير على مسار المحاكمة والتخفيف من تأثيراتها السلبية عليه.
عملية رفح كأداة سياسية:
في ظل هذا السياق السياسي المعقد، يصبح إصرار نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية في رفح أكثر وضوحًا. فمن خلال الترويج لهذه العملية، يحاول نتنياهو تحقيق عدة أهداف في آن واحد:
- إرضاء قاعدته اليمينية المتطرفة: لطالما طالب اليمين المتطرف في إسرائيل بتصعيد العمليات العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، وبإعادة احتلال القطاع بشكل كامل. من خلال الترويج لعملية رفح، يظهر نتنياهو أنه يستجيب لمطالب هذه القاعدة، ويحافظ على دعمها له في مواجهة التحديات السياسية والقانونية.
- تشتيت الانتباه عن مشاكله الداخلية: إن التركيز على القضايا الأمنية والعسكرية، مثل عملية رفح، يمكن أن يساعد نتنياهو في تشتيت الانتباه عن مشاكله الداخلية، مثل محاكمته بتهم الفساد والانتقادات المتزايدة لأدائه الاقتصادي والاجتماعي.
- إظهار القوة والقيادة: في ظل الانتقادات المتزايدة لأدائه السياسي والعسكري، يحاول نتنياهو من خلال الترويج لعملية رفح أن يظهر قوته وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة، وأنه لا يزال الزعيم الذي يمكنه حماية إسرائيل من أعدائها.
- منع انهيار الحكومة: قد يكون إصرار نتنياهو على عملية رفح وسيلة لإبقاء أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة، حيث أن أي تراجع أو تردد من جانبه قد يؤدي إلى انسحاب هذه الأحزاب من الائتلاف، وبالتالي إلى سقوط الحكومة.
المخاطر المحتملة لعملية رفح:
على الرغم من أن نتنياهو قد يرى في عملية رفح فرصة لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أنها تنطوي على مخاطر كبيرة، ليس فقط على الفلسطينيين في قطاع غزة، بل أيضًا على إسرائيل نفسها. فمن بين هذه المخاطر:
- تفاقم الأزمة الإنسانية: تعيش مدينة رفح حاليًا أزمة إنسانية حادة، حيث يعيش فيها أكثر من مليون نازح فلسطيني في ظروف مزرية. أي عملية عسكرية في المدينة ستؤدي حتمًا إلى تفاقم هذه الأزمة، وستزيد من معاناة المدنيين الأبرياء.
- تدهور العلاقات مع المجتمع الدولي: تواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب سلوكها في قطاع غزة. أي عملية عسكرية في رفح ستزيد من حدة هذه الانتقادات، وقد تؤدي إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل.
- إشعال المنطقة: قد تؤدي عملية رفح إلى إشعال المنطقة، حيث يمكن أن تدفع الفصائل الفلسطينية الأخرى إلى الرد، وقد تجر دولًا أخرى إلى الصراع.
- تقويض فرص السلام: أي عملية عسكرية في رفح ستقوض فرص السلام، وستزيد من حدة الكراهية والعنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
خلاصة:
إن الربط بين إصرار نتنياهو على عملية رفح وحساباته السياسية الداخلية هو أمر منطقي وقابل للتصديق، في ظل السياق السياسي الإسرائيلي المعقد والطبيعة الشخصية لبنيامين نتنياهو. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هذه العملية تنطوي على مخاطر كبيرة، ليس فقط على الفلسطينيين في قطاع غزة، بل أيضًا على إسرائيل نفسها وعلى المنطقة بأسرها. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لوقف هذه العملية، والعمل على إيجاد حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
من الضروري التأكيد على أن هذا التحليل يعتمد على المعلومات المتاحة والآراء المطروحة في الفيديو والمقال المشار إليهما. قد تكون هناك عوامل أخرى تؤثر على قرار نتنياهو، ولا يمكن الجزم بشكل قاطع بدوافعه الحقيقية. ومع ذلك، فإن الربط بين السياسة الداخلية والخارجية هو أمر شائع في السياسة الدولية، ويجب أخذه في الاعتبار عند تحليل قرارات القادة السياسيين.
إن فهم هذه الديناميكيات المعقدة أمر بالغ الأهمية لفهم تطورات الأحداث في المنطقة، ولتقييم المخاطر المحتملة، وللعمل على إيجاد حلول مستدامة للصراع.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة